الأسبرين.. أحد أشهر الأدوية وأكثرها شعبية في العالم، حيث أثبت فاعليته في علاج الكثير من الأمراض كالحمي والبرد والنوبات القلبية والآلام الروماتيزمية، وما زال حتى الآن علاجاً متميزاً علي بدائله، حتي بات أكثر الأدوية إنتاجاً ومبيعاً في العالم منذ أكثر من قرن.
وهناك سيل من الدراسات الطبية التي أجريت مؤخراً حول فاعلية هذا القرص السحري في علاج أمراض خطيرة مثل سرطان الأمعاء والقولون، حيث يعرف هذا العقار - الذي صنع في الأساس لتسكين الآلام - بأنه مفيد لعلاج أمراض القلب، ويمكن أن يساعد علي تسييل الدم.واكتشف العلماء فائدة طبية جديدة للأسبرين، حيث أعلن باحثون أمريكيون أن الاسبرين قد يحد من الاضرار التي تلحق بالكبد من جراء تناول الكحول أو بعض العقاقير مثل "الباراسيتامول". وأشار فريق البحث إلى أن الاسبرين انقذ حياة عدد من الفئران التي اجريت عليها التجارب، بعدما اعطيت جرعة زائدة من "الباراسيتامول". ويعتقد الباحثون أن الاسبرين يتدخل ليعرقل عملية كيميائية تؤدي إلى الالتهاب في الكبد.ووجد الباحثون أن سلسلة الالتهابات التي يتعرض لها الكبد من جراء الإفراط في تناول الكحول أو "الباراسيتامول" تستمر حتى بعد انتهاء الاثر الاولي لهذه المواد على هذا العضو، وتمكن العلماء من عزل جزيئات بروتينية يمكنها حماية الكبد بالغاء مفعول المستقبلات الكيميائية التي تبدأ الالتهاب فيه، لكنهم يرون أن الاسبرين يفي بالغرض بتكلفة أقل. وأوضح الدكتور وجاهات ماهال أن الاستراتيجية التي يوصي بها هي تناول الاسبرين يومياً، ثم استخدام الجزيئات البروتينية المذكورة في حالة إصابة الكبد. ويعتبر هذا الاكتشاف الجديد "خبرا سارا" لمن يعانون من التهاب الكبد، لأن هذه الطريقة عملية للغاية.
حكاية العلاج بالأسبرين
تشير الأبحاث التي أجريت مؤخراً إلى أن الأسبرين ليس مجرد قرص يؤخذ لعلاج الصداع والبرد فقط، لكنه قد يفيد كثيراً في علاج أمراض خطيرة على رأسها السكرى، حيث كشف باحثون من خلال دراسة لهم أنه من الممكن أن تساعد مواد السليسين، أي تلك التي يتم استخدامها لتخفيف الحمى مثل الأسبرين، الأشخاص البدناء على إفراز مادة الأنسولين، مما يساعدهم على مكافحة السكري.وأوضح الباحثون أن نتائج هذه الدراسة واعدة، مما يتيح تعزيز فعالية العقاقير التي تستخدم في مكافحة هذا المرض.وقال الدكتور جوزي مانويل فيرنانديز ريال في مقال نشرته مجلة مختصة: "إنّه يمكن للأشخاص ذوي الأوزان الزائدة أن يظهروا مقاومة للأنسولين، حيث يتوقف الجسد عن الاستجابة لهذه المادة التي تعدّل السكّر في الدم، وتعدّ مقاومة هذه المادة خطوة نحو الإصابة بالنوع الثاني من داء السكّري".وخلصت الدراسة إلى أنّ مواد السليسين الموجودة بالأسبرين، أظهرت أنها قادرة على تخفيف ضغط الدم لدى مصابين بداء السكري، وشملت الدراسة 38 مصابا بالداء، كما أنّها أظهرت نفس النتائج عند فحص خلايا في المعمل.ومن جهة أخرى، توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن تعاطي الأسبرين بشكل منتظم يحد من خطر الإصابة بالربو.ومن خلال الدراسة التي أجريت على شريحة من الرجال المنتظمين في تناول دواء الأسبرين، أوضحت أن تعاطي الأسبرين يحد بشكل بسيط لكنه ملحوظ من خطر الإصابة بمرض الربو عند البالغ.وتتأثر هذه النتائج بمعدل كتلة الجسم، إلا أنها لا تتأثر بالعمر أو التدخين أو النشاط الرياضي أو استخدام هرمونات ما بعد سن اليأس أو معدلات فيتامين "هـ".وعن فوائد الأسبرين بالنسبة للنساء، أظهرت دراسة طبية أمريكية أن تناول جرعات صغيرة من الأسبرين بانتظام من الممكن أن يخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند النساء اللائى وصلن إلى منتصف العمر.أما النساء اللائى تجاوزت أعمارهن الـ 65 سنة أو أكثر، فأقراص الأسبرين قد تساعد على منع إصابتهن بالسكتة الدماغية بالإضافة إلى النوبات القلبية.وأظهرت نتائج هذه الدراسة عكس ما هو معروف عن مفعول الأسبرين بالنسبة للرجال، إذ تبين أن فوائده في منع السكتة الدماغية محدودة وأن له قدرة كبيرة على منع المشاكل القلبية.وتكون النساء عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية نسبيا أكثر من الرجال، في حين أن الرجال يصابون بالنوبة القلبية أكثر من النساء.وأوصى باحثون فرنسيون من مستشفى ماندور الفرنسي، بأن تناول جرعات محدودة من الأسبرين في بداية الحمل يجنب الحامل الإصابة بـ "البريكلامبسيا"، وهي الحالة التي تصاب بها الحامل بارتفاع في ضغط الدم يصاحبها انحباس في السوائل داخل خلايا الجسم وزيادة البروتين بصورة مفرطة في البول، وقد تتسبب هذه الإصابة في وفاة الجنين.وأشار الدكتور ديسفو من مستشفى ماندور قسم الأمراض، إلى أن الدراسات المختلفة الخاصة بجرعات الأسبرين الخفيفة، تؤكد عدم خطورتها على صحة الأم الحامل، مشيرة إلى أن استخدام الأسبرين يرتبط بخفض 15 %من خطورة الإصابة "بالبريكلامبسيا".
وتوصلت الدراسات الطبية والأبحاث العلمية إلى أن تناول الأسبرين للمرأة الحامل يساعد في تجنب تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم المصاحب لفترة الحمل بشرط تعاطيه بعد الشهر الخامس.وأشار الدكتور فايز فائق أستاذ الأمراض القلبية إلى أن الأبحاث القديمة والحديثة علي السواء أكدت بصورة حاسمة أن تناول الأسبرين بجرعات صغيرة حوالي150 ملليمتراً بما يساوي نحو قرصين أسبرين الأطفال تعد بمثابة درع واقية شديدة الفعالية ضد الجلطات التي تحدث في شرايين المخ والقلب.وركزت الأبحاث على أهمية تناوله بعد سن الأربعين بشرط عدم وجود اضطرابات في المعدة, فتناول قرص75 مم أو قرصين يومياً ينبغي أن يكون بعد الأكل للوقاية من جلطات الشرايين التاجية وكذلك شرايين المخ.الأسبرين يعالج سرطان الثدي
كما أكدت دراسة بريطانية حديثة أن بعض الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين يمكن أن تخفف بنسبة 20% من خطر الإصابة بسرطان الثدي.وأشارت الدراسة التي أجريت على 37 الف امرأة منذ 27 عاماً، إلى أن الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تحتوي على مادة "الستروييد" يمكنها أن تلعب دوراً أيضاً في معالجة النساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي.ومن جانبه، أوضح البروفسور ايان فنتيمان في مستشفى "جايز اند سانت توماس" في لندن "، أنه بعد تقييم نتائج أكثر من عشرين دراسة، توصل إلى أن الأدوية المضادة للالتهابات يمكن أن تقدم حماية كبيرة من سرطان الثدي، كما يمكن أن تكون عنصراً مكملاً للعلاج الموجود حالياً للنساء اللاتي يعانين من هذا المرض.وأضاف فنتيمان أن الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تحتوي على "الستروييد" يمكن أن تخفف خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة عشرين في المئة، إلا أنه حذر "من أنه لم يتم تحديد مدة تناول هذه الأدوية والكمية التي يجب تناولها.والمفاجأة .. الأسبرين علاج فعال لأنفلونزا الطيور
وفيما يعد إنجازاً طبياً مذهلاً قد ينقذ حياة الأشخاص الذين يموتون بفيروس"H5N1" الخطير المسبب لإنفلونزا الطيور، توصل علماء ألمان إلى أن الأسبرين له القدرة علي مقاومة فيروس أنفلونزا الطيور والقضاء عليه.وأشار مجموعة من الأطباء الألمان في جامعة مونستر، إلى أن التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بفيروسH5N1، و بعد حقنها بالعقار استجاب ثلث الفئران لمفعول الأسبرين وقاوم الفيروس, وتجري حالياً تجارب علي المرضي, بالتعاون مع الشركة المنتجة للأسبرين في ألمانيا.وصرح الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ العقاقير بصيدلة القاهرة، أنه من السهل تجربة الأسبرين علي الإنسان مادام ثبت تأثيره علي حيوانات التجارب, وإذا نجح فسيكون ذلك استعمالاً جديداً له.